دعا المشاركون في المنتدى السنوي الرابع للهجرة، الذي نظمه المرصد الوطني للهجرة، اليوم الخميس 16 ديسمبر 2021 بالعاصمة، إلى ضرورة استغلال نتائج المسح الوطني الشامل للهجرة الدولية بتونس، المعلن عنها يوم 7 ديسمبر الجاري، لضبط استراتيجية ناجعة في المجال وبلورة سياسات قادرة على مواجهة التحديات المتعلقة بملف الهجرة

واعتبر المتدخلون في هذا المنتدى، من خبراء وممثلين عن هياكل ومنظمات معنية بمسألة الهجرة، أن المسح الوطني للهجرة الدولية بتونس الذي أنجزه المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة وبدعم من المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، انبثقت عنه إحصائيات جديدة ستمكن من دفع المنظومة الاحصائية في مجال الهجرة وبالتالي اعتماد مقاربة أكثر دقة في هذا الملف وإيجاد الحلول الملائمة له

ولفت مستشار وزير الشؤون الاجتماعية رفيق بن ابراهيم، خلال هذا المنتدى، الى أن مخرجات المسح الوطني حول الهجرة والمعطيات والبيانات الصادرة عن بعض الهياكل الادارية ستساهم في تركيز نظام معلومات وطني في مجال الهجرة ليكون بمثابة منصة معطيات على ذمة مختلف المتدخلين

وشدد بن ابراهيم على أنه أصبح من الضروري في هذه المرحلة إعداد تصور جديد لشكل ومضمون مشروع الاستراتيجية الوطنية للهجرة الذي مضى على إعداده حوالي 10 سنوات وتحيينه ومراجعته على ضوء الإحصائيات الجديدة ووفقا للمتغيرات والمستجدات الحاصلة من أجل ملاءمته مع الواقع

ومن جانبه، أفاد مدير البحوث والدراسات والاتصال بالمرصد الوطني للهجرة سالم الميزوري أن المرصد وجميع شركائه مدعوون الى اعتماد نتائج المسح الوطني من أجل الانطلاق في اجراء دراسات وبحوث ومسوح كمية ونوعية تهدف الى مزيد التعمق في ظاهرة الهجرة في تونس بمختلف أنواعها وقال الميزوري إن المرصد الوطني للهجرة في حاجة إلى مختلف المؤسسات البحثية المتدخلة في مجال الهجرة من أجل مزيد التعاون والتنسيق قصد الالمام أكثر بظاهرة الهجرة في تونس والعمل على وضع سياسات ورؤى مبنية على أدلة وأرقام ومعطيات ثابتة وذات مصداقية

ومن جهته أعرب رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بتونس عزوز سامي، عن ارتياحه لإيلاء السلطات التونسية أهمية أكبر لقضية الهجرة خلال هذه المرحلة، معتبرا أن توفير احصائيات ومعطيات حول هذخ الظاهرة يعد حجر الأساس لفهمها ولمعالجة الاشكاليات المطروحة

ويتنزل انعقاد المنتدى السنوي الرابع للهجرة ببادرة من المرصد الوطني للهجرة وبالاشتراك مع المنظمة الدولية للهجرة، بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين الموافق ليوم 18 ديسمبر من كل سنة والذي ينتظم هذه السنة تحت شعار من أجل حوكمة أفضل للهجرة عبر إحصائيات ذات مصداقية

يشار الى أن المسح الوطني للهجرة يعد الأول من نوعه في تونس وقد شمل ثلاث فئات من المهاجرين وهم، غير المهاجر وهو المواطن التونسي الذي لم يسبق له الهجرة إلى الخارج، والمهاجر التونسي الحالي، والمهاجر العائد من الخارج إلى تونس، والأجانب المقيمين في تونس وتوصلت أبرز نتائج هذا المسح الى أن قرابة 20 بالمائة من فئة غير المهاجرين، أي التونسيين الذي تتجاوز أعمارهم 15 سنة ولم يغادروا تراب البلاد، لديهم نية للرحيل من تونس، حيث تمثل هذه النسبة عدديا 1 مليون و700 ألف تونسي

المصدر : وكالة تونس إفريقيا للانباء